شهد تحدي دبي للياقة -كالعادة- مشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع، الكبير والصغير، المحترف والمبتدئ، الكل شارك بهمة ونشاط متحدين أهدافهم الشخصية وفرحين بكل إنجاز. وبالرغم من كل الظروف الراهنة، نجح هذا التحدي وأثبت أن لا شيء بإمكانه أن يحبط الروح الرياضية في دبي.
من بين المشتركين، كان هناك فتاة ذات ابتسامة ساحرة وإرادة باهرة لفتت أنظار الجميع، أيقونة رياضية مميزة كانت قد بدأت حياتها المهنية في مجال الصيدلة، ثم انتقلت إلى الإعلام والتلفزيون والسوشال ميديا التي من خلالها شاهدناها مؤخرًا وهي تجرّ سيارة جيب وزنها 2000 كيلو كجزء من تحدي دبي للياقة لهذا العام. إنها الرائعة زينب العقابي.
أنهت زينب دراستها الجامعية في مجال الصيدلة في عام 2013 وعملت في نفس المجال لمدة 3 سنوات، ثم أكملت درجة الماجستير من المملكة المتحدة في مجال آخر وهو العمل والتنمية المجتمعية. أحد أهم أهدافها في الحياة أن تقوم بتوعية المجتمع المحلي والدولي بظروف واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية وأن تقدم لهم -على قدر استطاعتها- الدعم المعنوي والإلهام ليتمكنوا من عيش حياة كريمة مليئة بالعزم والإرادة والأمل. زينب كانت بعمر 7 سنوات فقط حين فقدت ساقها نتيجة انفجار لغم في مدينة بغداد في العراق، انفجار أليم أثر على العائلة بأكملها، وللأسف لم تتلق زينب في حينها العناية المطلوبة لهذه الإصابات، الأمر الذي زاد الحالة سوءًا، ولكن كل هذا لم يقف عائقًا في طريقها.
“بدأت تجربتي بالكتابة على منصات السوشال ميديا عندما كنت أعمل في مجال الصيدلة، كانت رغبتي في نشر الوعي حول الإعاقات الحركية والفرص المتاحة لهم كبيرة، حتى أنني بدأت أكتب عن حياتي الشخصية آملة أن أكون مصدر إلهام لكل من يعتقد أن هناك شيء يعيقه من أن يحيا حياة غنية مليئة بالتجارب الشيقة.”
ما فعلته زينب على منصات السوشال ميديا لاقى أصداء إيجابية لدى الجميع، حتى أن قناة MBC عرضت عليها أن تكون إحدى مقدمات البرنامج الشبابي “يلا بنات” الذي يطرح بعض الحلول العصرية لمشاكل الشباب اليومية.
“اختلفت حياتي قليلًا بعد تقديم البرنامج التلفزيوني، فقد زادت شهرتي وأصبح الناس يعرفوني، ولكن هذا لم يحِدني عن هدفي الأساسي، بالعكس كان هذا حافزًا أكبر لي لأتمكن من دعم وتحفيز عدد أكبر من الناس من حولي.”
انتقلت زينب للعيش في دولة الإمارات منذ 20 عامًا، فهنا نشأت وهنا شهدت روعة الاختلاف وكمية الدروس التي ممكن تعلمها من تعدد الثقافات. شهدت سرعة تغير وتطور مدينة دبي الذي لايمكن أن يحدث لولا وجود القيادة الحكيمة ذات الرؤية المستقبلية التي أوزعت الاهتمام لكل فئات المجتمع وعملت على تطوير القطاع الرياضي للجميع، وبالأخص الرياضة النسوية. ما هي إلا سنوات قليلة و تتصدر دبي كل المحافل الرياضية في العالم.
“أؤمن أن العقبات الموجودة في عالم الرياضة النسائية، عقبات ممكن التغلب عليها، وخاصة بوجود السوشال ميديا التي منحت الكل حيزًا للتعبير عن النفس وسهلت تخطي العقبات. فمن لم تتمكن من الخروج من المنزل لممارسة الرياضة، ستجد العديد من المجموعات الرياضية التي ترحب بأعضاء جديدة، وظهرت بالفعل العديد من المجموعات الخاصة بالنساء في الإمارات والسعودية وكل دول الخليج. بالحقيقة، أعتقد أن تخطي الحواجز هو قرار شخصي ورحلة داخلية على المرء أن يخوضها.”
بدأت زينب بممارسة الرياضة في عام 2011 بعد تشجيع طبيبها الخاص على السباحة، وذلك في محاولة لتخفيف آلام الظهر التي عانت منها بسبب الساق الصناعية. “لطالما أحببت الرياضة، ولكن لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية التمرين أو حتى عن السباحة التي غيرت حياتي وأدخلتني إلى عالم الرياضة. أنا الآن أسبح وأتمرن بالأثقال يوميًا، وأتمنى أن أعود لركوب الدراجات من جديد. الرياضة بالنسبة لي هي طريقة تفكير، فهي لا تجعلك قويًا ببدنك فقط بل تظهر القوة في عقلك أيضًا، أضف إلى ذلك شعور الإنجاز الذي تشعره عند تحقيق أهدافك الرياضية.”
“ولكن هناك أيام لا يكون فيها الالتزام بالتمرين سهلًا، عندما أحس بذلك أعطي نفسي بعض الوقت والراحة، وقد أقوم ببعض التمرينات الخفيفة، لأني أعتقد أن القليل من التمرين أفضل من عدم التمرين.”
تحصل زينب على الإلهام في مجال الرياضة من مشاهدة السباقات والفعاليات الرياضية بكل أشكالها، سواء كانت الدولية أو المحلية، فجميعها يدفعها للاستمرار في التمرين والمواظبة على التنويع في الرياضات ما أمكن. عشقها للغطس يأخذها لمياه الفجيرة الغنية بالحياة البحرية وأحيانًا قد تجدها على شاطئ الجميرا أو حتى في الميدان لركوب الدراجات، فهي تحب كل الرياضات وتحب تتبع تقدمها باستخدام الساعات الرياضية.
قد يكون من الصعب ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت عندما يصبح لديك الكثير لتفعله ولكن زينب تفعل ذلك بمهارة. “إذا خططت ليومك، ستتمكن من تحقيق 70% – 80% مما خططت. من الممكن أن يكون الأمر صعبًا في البداية ولكن مع الوقت ستصبح أفضل وستغدو الحياة أسهل بكثير.”
فخورين بك يا زينب وبحياتك المُلهمة المليئة بالتجارب والعبر، ونتمنى أن يكون القادم أجمل. “الحياة مليئة بالمفاجآت، لا أدري ما قد يأتي في المستقبل ولكني أهوى تجربة كل جديد وقد ياتي شيء بالصدفة ويصبح جزءًا من واقعك. من يدري؟ فقد تروني أحلق عاليًا في سماء دبي في المرة القادمة مع رياضة القفز بالمظلة التي لطالما تمنيت أن أجربها وحدي.”
يمثل شهر رمضان المبارك بداية لتجديد الإيمان والتقرب إلى الله والقيام بالأعمال الصالحة للمجتمع. وإلى…
دعنا نتعرف على الثنائي أوليفيا وآدم ماكوبنز، مؤثران في عالم اللياقة البدنية ومؤسسا شركة Best…