نعلم جيداً أن السكر غير صحي لنا، إلا أن معظمنا متعلّق به بشدة، خاصة بعد تناول الوجبات كنوع من التغيير ضمن انشغالنا اليومي، حيث نحتاج تلك الدفعة من الطاقة التي تساعدنا على الاستمرار. تكمن المشكلة في تناول الحلويات أنها تؤدي إلى الإدمان على السكر، كما أنها تضر بالأسنان وترهق الكبد، وقد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري عند استهلاكه بشكل زائد والقائمة تطول. فما الذي يمكننا فعله لتجنب الآثار السلبية لمواد التحلية وإرضاء تعلّقنا بالسكر بنفس الوقت؟ الجواب هو الاستبدال: عليك تناول المحلّيات الطبيعية بدلا من السكر المكرر.
جميعنا يطوّر طريقة تحضيره وطهيه للطعام بشكل مستمر، وأصبح لدينا جيل جديد من بدائل السكر الطبيعية تجعل الاستمتاع بنكهة السكر ممكنة بطريقة أكثر طبيعية. فبدلاً من الاعتماد على السكر المكرر والمحلّيات الصناعية، هناك عدد من المشتقات النباتية التي تحتوي أصلاً على سكر ذو سعرات حرارية أقل وتأثير أخف على مستويات السكر في الدم، وهي بالطبع مصدر طبيعي للسكر. وبالرغم من كون هذه البدائل أفضل لنا، إلا أن الاعتدال في تناولها واجب، لأن الإكثار منها يمكن أن يكون ضاراً أيضاً.
هناك أنواع مختلفة من المحلّيات الطبيعية تتضمن الصبار والعسل والستيڤيا إضافة إلى مجموعة واسعة من الفواكه. ويعتبر سكر الصبار أكثر حلاوة من السكر العادي بمرة ونصف وذو مؤشر أقل لنسبة السكر في الدم. كما يزوّد العسل جسمك بمجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الهامة مثل بي2 وبي6 والحديد والمنغنيز. عدا عن كونها سلاح طبيعي ضد الجذور الحرة المدمّرة للجسم، حيث أثبتت الدراسات أن العسل يعزز من خصائص الدم المضادة للأكسدة خلال شهر واحد. أما السكر المستخرج من أوراق نبات الستيڤيا والذي يدعى “ريبينا” فهو أكثر حلاوة من السكر العادي بـ 300 مرة بينما لا يحتوي على أي سعرات حرارية أو كربوهيدرات، ولا يملك أي من الآثار الجانبية الضارة للمحلّيات الصناعية، مما يجعله المحلّي الطبيعي الأكثر مثالية.
يعتبر تناول الفاكهة كبديل عن الشوكولاته والحلوى وسيلة رائعة للحد من الرغبة الشديدة في السكر، كما أنها تحتوي على الألياف الضرورية التي يجب تناولها لتعزيز الجهاز الهضمي بشكل عام. ومن المعروف أن المانجو هي أكثر الفاكهة حلاوة في العالم، وهي تحتوي على سعرات حرارية قليلة وغنية بفيتامين أ والفلاڤونايد والبيتاكاروتين. جميع هذه المواد لديها خصائص مضادة للأكسدة وهي مفيدة للبصر وتقي من مرض السرطان. إلا أنها أيضاً تحتوي على 14 غرام من السكر لكل 100 غرام في ثمرة المانجو. والأمر ذاته في التمر والموز والعنب والبابايا والكرز والتين والعديد من الفاكهة الحلوة التي تفرز مادة السكر المحببة لدى الجميع.
إن اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية، كما تحمي بعض مكونات الفاكهة من أنواع معينة من السرطانات. حتى أنها تساعد على الحفاظ على المستوى الأمثل للصحة بفضل وجود مواد كيميائية نباتية ومواد مغذية تعتبر حيوية لتعزيز الصحة العامة وتحسين أداء الجسم بأكمله.
إلا أن الإفراط في استهلاك سكر الفاكهة قد يكون سلبياً لأنه يؤدي إلى عسر الهضم واختلال مستوى السكر وزيادة في السعرات الحرارية.
الطبيعي ليس بالضرورة صحّي. فبالرغم من الادّعاءات التي تقول بأن سكر الصبار هو طبيعي بالكامل، إلا أنه في الواقع تتم معالجته ليحتوي على نسبة تصل إلى 80٪ من سكر الفواكه (الفروكتوز). وحتى إن لم تتم معالجة المحلّيات الطبيعية أو تكريرها، فإنها تملك عيوب السكر ذاتها. فالعسل الطبيعي يحتوي على 22 سعرة حرارية لكل ملعقة صغيرة، أي أكثر بقليل من السكر. كما أنه يرفع من نسبة السكر في الدم بشكل مماثل لشراب القيقب.
وللوهلة الأولى، تبدو المحلّيات الطبيعية خياراً أفضل من السكر، لكنها ترفع نسبة السكر في الدم بنفس المعدل. إضافة إلى احتوائها على الكثير من السعرات الحرارية مثل السكر، لذا فإنها لا تلائمك كثيراً إن كنت تحاول خسارة الوزن. إلا أنها مع ذلك تمنحك العديد من الفوائد الصحية ضمن تكلفة ضئيلة. عليك إذاً الاعتدال في كل شيئ وضمان نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على النسب الصحيحة من كل مجموعة غذائية. وبالطبع، فإن الحصول على قطعة حلوى من حين لآخر هو أمر أساسي، فنحن بشر في النهاية.
لمزيد من النصائح المتعلقة بالصحة واللياقة البدنية، اشترك في النشرة البريدية الإلكترونية لسن أند ساند سبورتس لتتمكن من مواكبة التطورات في كل ما نتحدث عنه من مواضيع على مدونتنا “أسلوبي”. واكتشف متجرنا الإلكتروني لتتزود بالمعدات والألبسة الرياضية وتبدأ معنا رحلتك نحو حياة مفعمة باللياقة البدنية.
وسط نبض ملعب كرة السلة، تجسد الأحذية المبتلة والمتآكلة للاعب رحلة من العرق والنضال والنصر…