نعيش أيامنا هذه في زمن نقضي حاجاتنا اليومية من خلال الهواتف المحمولة، ذلك بفضل التطور الحاصل في التقنيات التي تتقدم بخطوات متسارعة كل يوم وبالطبع بالتوازي مع تسخير شبكة الإنترنت في ذلك. لكن الحقيقة تقول أنك إن كنت متصلًا بالشبكة عبر التقنيات المتقدمة، فلا يعني ذلك بالضرورة أنك متواصل مع الآخرين. قد يكون التبادل الرقمي للمعلومات هو المعيار الأحدث لهذا العصر، لكننا نصل في بعض اللحظات إلى حالة نبالغ في التحديق بشاشات الهواتف، ما يسبب تشتيتًا للذهن والإحباط. لذا فمن المهم للناس أن يجدوا طرقًا للابتعاد عن كل ذلك الإجهاد بإطفاء الأجهزة والقيام بنشاطات أخرى بعيدة عن ذلك. لقد كانت فكرة “التوقف وإعادة شحن النفس” قد راودت أفكار الكاتب المبدع والمصور الفوتوغرافي وعدّاء الماراثون وسفير ماركة (ذا نورث فيس)، المقيم في دبي فاوتر كينما، في مشروعه (بروجكت بوز) وهو رحلة لمدة أسبوع، يقضيها في مغامرة لوحده في البرية بعيدًا عن أية نقاط اتصال الواي-فاي والهواتف والحواسب المحمولة.
بناء على المعايير المعاصرة، فإن قضاء يوم بلا إنترنت أو بعيدًا عن أي نوع من التفاعل البشري، (سواء عبر الشبكة أم وجهًا لوجه)، قد يبدو ذلك أمرًا لا يمكن تحمّله للمرء، لكن فاوتر يرى الأمر بطريقة مختلفة. يطلق فاوتر على رحلته العنوان (بروجكت بوز)، أي (وقفة للتأمل)، تهدف الرحلة إلى قضاء بعض الوقت في البرية بحثًا عن معنى أسمى للحياة. يقول فاوتر في الفيديو: “سيكون وقتًا قيمًا أقضيه وحيدًا وسط الطبيعة، لأنني أعتقد أن هنالك قيمة حقيقية كامنة في الأماكن الطبيعية بعيدًا عن صخب الحياة وسباق النجاة الذي نعيشه اليوم”. يستطرد قائلًا: “إننا نتعرض لكمّ هائل من المحتوى، إلى جانب مهامنا اليومية الدائمة والضغوط المرافقة لها، حيث علينا التعامل مع الزبائن وأفراد العائلة والأصدقاء، فتأتي هنا أهمية إجازة تدوم لمدة أسبوع كل عام، يخصصه المرء لنفسه من وقته ليقضيه وسط الطبيعة.
بعد تحديه للعاصفة الصحراوية في الربع الخالي، في أول تجربة له في مغامرته (بروجكت بوز) عام 2015، صعد المغامر الدنماركي جبال الحجر في عُمان العام الماضي. وحول تحضيره للوازم الرحلة في الهواء الطلق، يقول فاوتر، أن المستلزمات الضرورية تتضمن معدات التخييم، والملابس والطعام والماء، كل ذلك موضبة بالكامل في حقيبته من ذا نورث فيس المتينة جدًا.
يضيف فاوتر في كلامه: “أتخيل أسوأ الظروف التي يمكن أن أمر بها، فأنا أعرف دائمًا إلى أين أتوجّه وأنا في الطبيعة، وهذا مهم لأن علي أن أحافظ على تركيزي على متابعة مهمتي في الرحلة دون منغصات، بحيث أعتمد على وسائل وأدوات التخييم المناسبة ذات الجودة العالية”.
سار فاوتر في رحلته (بروجكت بوز) لساعات طويلة، استكشف فيها الجبال العمانية، حيث اختبر حذاء البرية من ذا نورث فيس في هذه المنطقة الوعرة. وحتى في ظروف شدة الجفاف والأمطار غير المتوقعة، لم يثنه ذلك عن متابعة مسيرته، حيث كان متزودًا بشكل مثالي بالملابس الصحيحة من ذا نورث فيس، مثل التيشيرت والشورت والجاكيت.
وبهدف التسلية، فقد حمل معه الكتب للقراءة وجلب معه أيضًا أرجوحة الهاموك الشبكية. أما أثناء أوقات فراغه فقد قضاها في كتابة بضعة صفحات من كتابه الذي سيصدر لاحقًا. وجلب معه أيضًا لهذه الرحلة هاتفًا يعمل عبر الأقمار الصناعية من أجل أي طارئ، إضافة إلى شاحن شمسي لشحن بطاريات كاميراته وأدوات الإضاءة.
يقول فاوتر كينما أنه يأمل من تسجيل هذه المغامرات البرية وتحويلها إلى سلسلة من الأفلام الوثائقية، يأمل من ذلك النجاح في تشجيع الآخرين لقطع اتصالاتهم بضجيج الحياة المعاصرة والتواصل مع الطبيعة. ويستطرد بالقول على مدونته: “بخلاف ما نظن، فإن عالمنا لن ينهار في حال غيابنا، آمل عندما يراني الآخرون في وقفتي هذه، أن يجدوا لأنفسهم فرصة لوقفة أيضًا. لا تتردد! إنه أمر في غاية البساطة التي أضمن لك من بعدها أن تعود إلى حياتك أقوى وأوعى وبتركيز أعلى وبمزيد ومزيد من الراحة النفسية”.
لذا فلا تتردد وأوجد بعض الوقت للتواصل مع الطبيعة وابحث عن لحظة (وقفة تأمل) لنفسك. لا تنس التزود بالأساسيات، بما في ذلك أحدث الأدوات والمعدات من ماركة ذا نورث فيس، المتوفرة لدى الشمس والرمال للرياضة. للاطلاع على أحدث مستلزمات وملابس الرياضة والخروج في الهواء الطلق، اشترك بنشرتنا الإلكترونية ليصلك كل شيء أولًا بأول من موقع sssports.com.
وسط نبض ملعب كرة السلة، تجسد الأحذية المبتلة والمتآكلة للاعب رحلة من العرق والنضال والنصر…