يعتبر الجري من أبسط النشاطات التي يمكن أن يؤديها المرء، فيمكن لأي أحد أن يتخذها كرياضته الأولى واتخاذ مسار له ليجري عليه، بحيث يستعيد لياقته البدنية على مر الوقت، ولهذا فإننا نلقي الضوء هنا على بعض أهم الفوائد التي يمكن لك أن تجنيها من الجري. تحدثنا مرارًا حول الجري في مدونة سن اند ساند سبورتس، مثل كيفية البدء بهذه الرياضة وكيفية اختيار حذاء الجري الأفضل لك.
الحقائق تؤكد أن الجري يجعلك أسعد، حيث أنه يساعد في إفراز هرمون الاندروفين والذي بدوره شعورًا بالراحة والسكينة في فترة ما بعد التمرين. ليس بالضرورة أن تكون بطل العالم في العدو لتستفيد مباشرة من هذه الرياضة وتحسن من مزاجك وتطرد الشعور بالكآبة.
يساعدك الجري على ضخ الدم بشكل أسرع من وإلى قلبك، وهذا يساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 45٪، هذا بحسب مجلة تابعة للكلية الأمريكية لأمراض القلب.
إن الجري هو أفضل طريقة لزيادة نسبة الأكسجين في الجسم. في المقابل، تسهم هذه الزيادة في منحك الصحة الجسدية، إضافة إلى تخفيض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري والربو والالتهاب الرئوي وغيرها من أمراض القلب.
هنالك فوائد مذهلة للجري من ناحية مقاومة الجسم للعدوى والعوامل الصحية الخارجية بشكل عام. يستفيد نظام المناعة في الجسم بشكل إيجابي طالما كنت تجري، فالأناس الذين يجرون بمعدلات معتدلة يتعرضون لأمراض نزلات البرد والتهاب القصبات التنفسية بنسب أقل من غيرهم.
تبقى الآثار الإيجابية للجري على الجسم حتى أثناء فترة الاستراحة، حيث أن هذا النوع التمارين المكثفة يمكن لها أن تساعد في تحفيز الجسم على حرق الدهون أكثر من أنواع أخرى من التمارين. حيث أن طاقة الجسم المخزن فيه تبقى في حالة الاستهلاك حتى بعد الانتهاء من الجري، ما يسهم بالتالي في إنقاص الوزن.
يحرِّك الجري معظم عضلات الساقين وأسفل الجسم، حيث تضم مجموعة العضلات هذه: الرباعية وأوتار الركبة الثلاثية وعضلة المؤخرة وعضلة البطة. تتحرك جميع تلك العضلات بشكل متناسق أثناء الجري لتنفيذ المهمة بشكل متناسب وسلسل. وبما أن جميع العضلات تعمل معًا طالما كنت تعدو، ستتطور بنية تلك العضلات وتصبح أقوى على مر الوقت.
يسهم الجري المنتظم في تقوية القلب، حيث أن القلب القوي يضخ الدم بجهد أقل، يمكن ترجمة ذلك الجهد الأقل في التخفيف من الضغط على الشرايين وخفض ضغط الدم.
تشكل كل خطوة تخطوها أثناء الجري ضغطًا على العظام، وبما أن العظام هي أنسجة حية فإن جسمك يتحسس ذلك الضغط وينشط سلسلة من ردود الفعل الوقائية التي تزيد من قوة العظام لتجنب الأضرار التي تصيب أنسجة العظام.
قد يسبب التوتر عددًا ليس بقليل من الاضطرابات في مزاج الإنسان، تبدأ من فقدان الشهية وتنتهي إلى عدم القدرة على النوم العميق. إن التوتر هو سبب لاضطراب عمل الأجهزة الحيوية في الجسم. عندما يجري الإنسان، يعمل الجسم على استهلاك الطاقة الزائدة وإفراز الهرمونات التي تساعد على تقليص فرص الإصابة بالإجهاد والتوتر والصداع، وذلك يمنح الجسم شعورًا مريحًا أثناء وبعد التمرين.
يساعد الجري على تطوير الملامح الشخصية، ليس فقط الجسدية فحسب، بل النفسية أيضًا. فكلما عدَوتَ أكثر، يتحسن مزاجك، ما يجعلك تشعر بحالة أفضل وتبدو بحالة أفضل أيضًا، كل ذلك يساعد في تقوية شخصيتك. يعمل الجري على استثمار كل خطوة في رفع مستوى الثقة بالنفس، خصوصًا عند الشعور بإنجاز الهدف في كل مرة تعدو فيها، والشعور أيضًا بجسمك أكثر لياقة ويغدو أكثر قوة كل يوم.
باختصار فإن الجري كرياضة تفيد جسمك وعقلك وروحك بشكل رائع. أما إن لم تكن قادرًا على ممارسة الجري لمسافات طويلة فلا بأس، فاتخذ مسارًا بحسب قدرتك، فحتى المسافات الأقصر تلك ستعطيك شعورًا بامتلاء جسمك بالطاقة والتركيز والقدرة أكثر على الاستمتاع بالحياة. اشترك بنشرة سن اند ساند سبورتس الإلكترونية وابقَ على اطلاع على أحدث الصيحات الرائجة في عالم الرياضة واللياقة البدنية والصحة.
وسط نبض ملعب كرة السلة، تجسد الأحذية المبتلة والمتآكلة للاعب رحلة من العرق والنضال والنصر…